الأحد، 28 يونيو 2009

هل بلوتو خارج المجموعة الشمسية أم لا؟

يواجه كوكب "بلوتو" هجوما من علماء الفلك وربما يكون على وشك فقدان وضعه ككوكب في نظامنا الشمسي. وستظهر نتيجة المعركة في براج بتشيكا حيث يلتقي هذا الأسبوع نحو 3 آلاف فلكي وعالم من جميع أنحاء العالم لتحديد ما إذا كان بلوتو الذي اكتشف في عام 1930 يتفق مع التعريف العلمي للكوكب.
وقد يضطر الاتحاد الدولي للفلكيين في تعريفه وتحديده للمرة الأولى لماهية الكوكب أن يخفض مرتبة بلوتو أو يضيف 14 جرما سماويا آخر إلى فئة الكواكب.
وسيحدث هذا القرار صدمة للمجتمع الفلكي ويجعل الكتب الدراسية تبدو وقد عفا عليها الزمن ويجبر المعلمين على إعادة تدريس أساسيات النظام الشمسي.
وقال الأستاذ الفخري للفلك وتاريخ العلوم في مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية أوين جنجريتش "المسألة المحورية هي وضع بلوتو الذي يختلف كثيرا عن المشتري وزحل وأورانوس ونبتون". ويحتدم النقاش داخل المجتمع العلمي حول وضع بلوتو على مدى عقود بعد أن وجد أن الكوكب يبلغ واحدا من 400 من كتلة الأرض. واشتد الجدل في عام 2003 عندما اكتشف فلكيون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا جرم (يو.بي 313) الذي يحمل اسم زينا وهو واحد من أكثر من 10 من الأجسام السماوية في النظام الشمسي ثبت أنها أكبر من بلوتو.
وزينا وبلوتو هما جسمان ثلجيان كبيران موجودان في حزام كويبر حيث تتحرك آلاف الأجسام الطافية خلف نبتون. وتشير الصور المأخوذة من تليسكوب هابل الفضائي إلى أن قطر زينا يصل إلى 1490 ميلا أو نحوها. وهو أكبر قليلا من بلوتو الذي يصل قطره إلى 1422 ميلا. وصرح جنجرتيش بأن التكنولوجيا الحديثة سمحت للعلماء بالغوص في أسرار النظام الشمسي بتفصيل أكثر من ذي قبل. ولذا فليس من المفاجئ أن تبرز مسائل جديدة حول الافتراضات الجوهرية.


المصدر: رويترز.

السبت، 27 يونيو 2009


القاهرة (مصر) (ا ف ب) - اكدت محكمة جنوب القاهرة الخميس الحكم باعدام رجل الاعمال المصري والقيادي في الحزب الوطني الحاكم هشام طلعت مصطفى والضابط السابق محسن السكري في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم وذلك بعد موافقة مفتي الديار المصرية على العقوبة.

وكان القاضي المحمدي قنصوة اصدر قراره باعدام الرجلين في 21 ايار/مايو الماضي واحاله الى المفتي لطلب رايه في هذا الحكم تطبيقا للاجراءات القانونية المصرية المتبعة بعد ان دان السكري بقتل تميم ومصطفي بالتحريض على القتل.

وجرت العادة على ان يوافق المفتي على كل احكام الاعدام التي يصدرها القضاء.

وبدا مصطفى والسكري هادئين عند النطق بالحكم ونقلا بعد ذلك على الفور خارج قاعة المحكمة في حراسة الشرطة وتبعهما اقرابهما، بحسب مصور وكالة فرانس برس.

ولن ينفذ الحكم باعدام الرجلين الا بعد صدور حكم نهائي من محكمة النقض فيه.

وكان السكري وهو ضابط سابق في جهاز امن الدولة المصري، اعترف اثر القبض عليه في اب/اغسطس الماضي في القاهرة بأن هشام طلعت مصطفى حرضه على قتل سوزان تميم. gكن مصطفي نفى خلال المحاكمة اي صلة له بالقضية.

وهشام طلعت مصطفى من كبار رجال الاعمال المصريين ويمتلك واحدة من اكبر المجموعات العراقية والتي يبلغ راسمالها مليارات الدولارات. وهو ايضا عضو قيادي في الحزب الوطني الحاكم ومن الاعضاء المعينين بقرار رئاسي في مجلس الشورى المصري.

لكن اتهام هشام طلعت مصطفى في القضية لم يؤثر على شركته التي واصلت اعمالها بشكل طبيعي حتى الان واوفت بالتزاماتها تجاه عملائها.

وكان عثر على المطربة اللبنانية سوزان تميم مقتولة في شقتها في دبي في 28 تموز/يوليو الماضي. واكدت الصحافة المصرية والعربية انها كانت على علاقة حميمة بهشام طلعت مصطفى قبل ان تترك مصر وتقرر الاقامة في دولة الامارات العربية المتحدة.

وفي ايلول/سبتمبر الماضي وجهت النيابة العامة المصرية الى محسن السكري تهمة قتل تميم مقابل مليوني دولار حصل عليها من هشام طلعت مصطفى المتهم بالتحريض على الجريمة.

لكن الرجلين دفعا ببراءتهما في اولى جلسات المحاكمة التي بدات في 18 تشرين الاول/اكتوبر الماضي .

وقد رفعت الحصانة البرلمانية عن هشام طلعت مصطفى بناء على طلب من النائب العام المصري عبد المجيد محمود في نهاية اب/اغسطس الماضي قبل ان يتم توقيفه في الثاني من ايلول/سبتمبر.

وقالت الصحف المصرية بعد مقتل سوزان تميم انها كانت على علاقة غرامية برجل الاعمال المصري لمدة ثلاث سنوات وان هذه العلاقة انتهت قبل اشهر من مقتلها فغادرت مصر الى لندن قبل ان تستقر في دبي.

واشارت بعض الصحف ايضا الى ان هشام عرض على سوزان مبلغ خمسين مليون دولار كي تتزوجه.

وقد تزوجت سوزان ثلاث مرات اخرها من بطل مصارعة عراقي يدعى رياض العزاوي اشترت معه الشقة الفخمة في دبي قبل مقتلها، وفق تقارير الصحف.

واكد العزاوي لصحيفة صنداي تايمز البريطانية ان زوجته تلقت تهديدات بالقتل وانها كانت تخشى على حياتها ومن ان تموت على يد "قاتل مأجور".

الخميس، 25 يونيو 2009

فيروس انفلونزا الخنازير



رجح عالم أسترالي أن يكون ظهور فيروس انفلونزا الخنازير نتيجة لخطأ مخبري، في حين تعكف منظمة الصحة العالمية على دراسة هذه الفرضية وذلك بالتزامن مع تأكيد 63 حالة وفاة بهذا الفيروس في كافة أنحاء العالم.

رجح عالم أسترالي أن يكون فيروس أنفلونزا الخنازير قد نتج بصورة "غير متعمدة من جانب علماء كانوا يعملون على استنبات مزرعة فيروسية مخبرياً" بهدف اختبار أمصال ولقاحات جديدة. ونقل موقع "ساينس إنسايدر" الإلكتروني عن أدريان جيبس، عالم الفيروسات المتقاعد في الجامعة الوطنية الأسترالية، قوله اليوم الخميس (14 أيار/مايو 2009) إن حادثا مخبرياً قد يكون السبب وراء ظهور الفيروس الذي يجتاح العالم حاليا.



وأوضح الباحث الاسترالي جيبس، الذي ساهم في الأبحاث التي أفضت إلى إنتاج عقار التاميفلو المستخدم في علاج أمراض انفلونزا الخنازير، أنه صدم بالإعلان عن مصل للخنازير يحتوي على ثلاثة فيروسات مختلفة، مشيرا في الوقت ذاته إلى استعداده قبول من يثبت عدم صحة فرضيته. وفي هذه الأثناء يعكف متخصصون في مرض الأنفلونزا في منظمة الصحة العالمية على دراسة نظرية أن أنفلونزا الخنازير، وهي عبارة عن خليط من مادة جينية من الخنازير والطيور والإنسان، قد نشأت نتيجة تسرب من مختبر للأبحاث الفيروسات



Bildunterschrift: إجراءات في المطارات لمواجهة فيروس انفلونزا الخنازيروفي سياق ذي صلة، اجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم أمس الأربعاء (13 مايو/أيار) مع نظرائهم من أمريكا اللاتينية لبحث مرض أنفلونزا الخنازير، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية والتغييرات المناخية. وأكد يان كوهوت، وزير الخارجية التشيكي، الذي ترأس بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حاليا أن الهدف من هذه الاجتماعات هو بحث جدوى الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة مرض انفلونزا الخنازير وكذلك دراسة طبيعة المساعدات التي يمكن أن تقدم في هذا الإطار لمواجهة أخطار هذا المرض.



يذكر أن آخر إحصائية أعلنتها منظمة الصحة العالمية حول انتشار مرض انفلونزا الخنازير حتى أمس الأربعاء، بلغت 6298 حالة إصابة مؤكدة في 33 دولة، أما الوفيات فقد بلغت 63 حالة في كافة أنحاء العالم، وذلك حسب إحصائيات المركز الأوروبي للوقاية من الإمراض والسيطرة عليها. وأوروبياً احتلت أسبانيا صدارة قائمة الإصابات بتسجيلها 100 حالة، مقابل 68 حالة في بريطانيا و13 حالة في فرنسا و12 حالة في ألمانيا وتسع حالات في إيطاليا. اكتشاف حالتين جديدتين بأنفلونزا الخنازير لمصريين في القاهرة والاسكندرية
متابعة أحمد الليثي - أعلنت وزارة الصحة المصرية انه تم الاربعاء اكتشاف حالتين جديتين للاصابة بأنفلونزا الخنازير في البلاد. وصرح الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة بأن الحالتين الجديدتين اللتين أعلن الاربعاء عن اكتشاف إصابتهما بفيروس إيه (إتش 1 إن 1)، المعروف بإنفلونزا الخنازير مستقرتان.

وقال شاهين إن الحالة الأولى لمهندس يعمل بشركة للبترول بالقاهرة، وكان يعانى من أعراض الإنفلونزا بعد قدومه من الولايات المتحدة يوم 7 يونيو الحالى ، وبدأ يعانى من الأعراض يوم 9 من نفس الشهر ، وهو يعالج حاليا بمستشفى الصدر بالعباسية وحالته مستقرة.


وأضاف أن الحالة الثانية لمواطن مصرى مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية وصل يوم 4 يونيو، وبدأ يعانى من أعراض الإنفلونزا يوم 8 يونيو الحالى، وأنه توجه لأحد الأطباء بمستشفى حمايات الإسكندرية الذى قام بتحوليه إلى المستشفى للاشتباه فى إصابته بالفيروس وتأكدت نتيحة التحاليل التى أرسلت للمعامل المركزية بالقاهرة وحالته مستقرة.


وبذلك يصل عدد الحالات التي تأكد إصابتها بالفيروس في مصر إلى عشر حالات. وحول الحالات السبع من الطلاب الأجانب المقيمين بسكن الجامعة الأمريكية بالزمالك ، قال شاهين إنهم يعالجون بمستشفى حميات العباسية وحالتهم جمعيا مستقرة، مشيرا إلى أن المبنى السكنى الخاص بهؤلاء الطلاب وجميع المقيمين به مازالوا تحت الحجر الصحى.


وأضاف أنه تم فحص عينات من 158 طالبا من الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس بالمعامل المركزية بوزارة الصحة وجاءت جميع النتائج سلبية، كما تم فحص 37 حالة اشتباه بمرض إنفلونزا الخنازير من محافظات القاهرة، وشرم الشيخ، والإسماعيلية، وكفر الشيخ، والجيزة وجاءت نتائجها جميعا سلبية.


وفي سياق متصل احتجزت سلطات الحجر الصحى بمطار الغردقة صباح الأربعاء حالتى اشتباه لأنفلونزا الخنازير لسائح دنماركى وطفل تشيكى وعزلهما بالقسم الفندقى بمستشفى الغردقة العام. وصرح الدكتور محمد رفاعى مدير إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة بالبحر الأحمر بأن الطفل يدعى ماتى بافيل ويبلغ من العمر 3 سنوات والسائح الدنماركى يدعى لينارد فينر 25 عاما.


وكانت أجهزة المسح الحرارى بمطار الغردقة الدولى قد كشفت عن ارتفاع حرارة السائح الدنماركى والطفل التشيكى. وقررت أجهزة الحجر الصحى عزلهما بغرف العزل فى المطار ونقلهما إلى جناح العزل بالقسم الفندقى بمستشفى الغردقة العام تحت الملاحظة والرعاية الطبية.


وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة أنه تم فحص 19 حالة اشتباه إصابة بمرض إنفلونزا الطيور "إتش 5 إن 1" من محافظات القاهرة، والدقهلية، والقليوبية، والإسماعيلية، وسوهاج، والغربية وجاءت نتائجها جمعيا سلبية.

السبت، 9 مايو 2009

ثقافة عامة


بداية الكون

value="always">1600-h/solarsystem%5B1%5D.jpg">
إن مجرد النظر إلى السماء يجعل لنا علاقة مع علم الفلك. قليلون أولئك الذين لم يحدقوا إلى النجوم ، بين الفينه والأخرى ولم يفكروا ولو قليلا في الغاز هذا الكون ومكانه الإنسان فيه .
إن علم الفلك يحكي لنا قصة مثيرة ، قصة زادتها إثارة السهولة التي نشارك فيها بالمراقبة الفلكية. إن تاريخ علم الفلك مليء بالمساهمات القيمة للهواة حتى أيامنا هذه. ورغم أن الفلكيين المحترفين يستخدمون معدات عالية التطور ، فما زال هناك مكان للمراقب الهاوي بمقرابة (تلسكوبة) الصغير. ومن الممكن أن يعطينا علم الفلك متعة عظيمة بالعين المجردة ودون أية معدات أخرى . إن المعرفة الجيدة بالسماء شيء ممتع للغاية ولعل منظر النجوم والكواكب وهي تلمع في سماء صافية وفي خلفية درب التبانه لعل ذلك لا زال اكثر التجارب إثارة للمشاهد.




ASTRONOME لفظة يونانية تعني قوانين النجوم وقد عرف هذا العلم عند العرب بـــ (علم الهيئة) أي العلم الذي يدور حول موضوع الأجرام السماوية
وقد كان عسيرا على المؤرخين إرجاع هذا العلم عند الإنسان إلى تاريخ محدد وان تم التوافق حسب قرائن عديدة على انه يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وان كان في هذا التاريخ في صورة غير واضحة المعالم ، بل انه وبعد هذا التاريخ ظلت (الفجوات) فيه كبيرة ، ويستدل عليها بفقدان معلومات أساسية وأخرى يفترض وجودها وأنها ضاعت بفقدان المؤلفات التي تتضمنها ، مكتفية بإشارات عابرة أحيانا في الكتب المتأخرة أو المدونات الأخرى.

من المرجح أن اكثر الناس بدائية شاهدوا أشكالا مختلفة في السماء ولكن البدايات المسجلة عن الفلك ترجع إلى حوالي 3000 قبل الميلاد. وبالفعل كانت الأجرام السماوية تمثل أهمية عظمى للقبائل البدائية ، فقد كانت الشمس توفر لهم الحرارة والضوء بينما كان القمر ينير لياليهم.

وقد مكن كل من السلوك المنتظم للشمس في شروقها وغروبها، واوجه القمر ،ومواضع الشمس بالنسبة للنجوم عبر الفصول المختلفة ، كل ذلك مكن الإنسان من تنظيم حياته . فليس من المستغرب إذن ، أن يكون القدماء قد عاملوا الشمس والقمر.واعتقدو أن النجوم هي مصابيح معلقة في نصف كرة عملاقة تمد تحتها الأرض المسطحة. أما ظواهر الكسوف والخسوف والمذنبات والشهب فقد كانت كلها آيات للآلهة المتحكمة في مقدرات البشرية.
إلى جانب ذلك وبينما تبدو النجوم ثابتة في مواقعها ، هناك أجراما تشبة النجوم تبدو متنقله ببطء يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر ، هذه هي الكواكب أو (النجوم التائهة) كما سمها الأقدمون. لقد عرف وجود الكواكب السيارة منذ آلاف السنين ، خمسة منها عرفها المصريون والبابليون منذ نحو 5 آلاف سنه

وقاموا بإعطائها أسماء آلهتهم الأسطورية وهي (عطارد) رسول الإلهة المجنح، (الزهرة) إلهه الحب، (المريخ) اله الحرب ، (المشتري) ملك إلهه ، (زحل) والد المشتري.
لقد لاحظ الفلكيين القدماء مواقع هذه " النجوم التائهة " لكنهم لم يتوصلوا الى معرفة تفاصيل حركتها.

كثير من الأفكار القديمة تبدو غريبة اليوم ، مثل الاعتقاد بان الأرض مسطحة تحملها أربعة أفيال ضخمة واقفة على ظهر سلحفاة عملاقة محمولة بواسطة ثعبان يطفو فوق محيط غير متناه

ان التسجيل المنظم للأحداث الفلكية يعود إلى الحضارات العظيمة الأولى خاصة تلك التي قامت في الصين والهند وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط، وهناك صعوبات كبيرة في تحليل القيودات القديمة ، وهي غالبا مدونه على ألواح حجرية ،ولكن من المؤكد تقريبا أن الصينيين بنوا مزاول شمسية من نوع متطور، كما بنو – وذلك منذ اكثر من 5000 سنه تقويما من 356 يوما. واكتشفوا علاقات معينة مكنتهم من التنبؤ ببعض حالات الخسوف والكسوف . وحكي أن اثنين من فلكيي البلاط الصيني آنذاك وهما "هسي" و "هو" ، لم يوفقا في التنبؤ بكسوف للشمس فاعدما جزاء تعريضهما سلامة العالم للخطر.



توصلت حضارات قديمة أخرى غير الصينية إلى إنجازات فلكية عظيمة الأهمية، ولكن هذه المعارف تبخرت بزوال هذه الحضارات. غير أن الحضارتين المصرية والبابلية شذتا عن هذه القاعدة وانتقلت مهارتهما الفلكية إلى أمم أخرى. فقد أنجز البابليون قياسات دقيقة عديدة عن النجوم و الكواكب. ولم يكن ذلك من اجل " العلم" لذاته وفق المفهوم الحديث، بل للتنبؤ بإرادة الالهه وهي الشمس والقمر وكوكب الزهرة . وقد كان لهم باع طويل في علوم الرياضيات وطوروا نوعا من أنواع الجبر واستخدموا منظومة ستينية للإعداد (مؤسسة على العدد 60 ، كما تأسست منظومتنا العشرية على العدد 10.

أما الحضارة المصرية فتمت على ضفاف النيل حيث كانت تغيرات هذا النهر قضية حياة أو موت بالنسبة للسكان الأوائل. لقد كان التنبؤ بالفيضان السنوي يشكل أهمية عظمى، وتبين لهم أن التقويم القمري المستخدم آنذاك ليس بالدقة الكافية . لاحظ المصريون أن مجيء الفيضان يتطابق والزمن الذي يصبح فيه النجم " الشعرى اليمانية" مرئيا في سماء الفجر، فوضعوا تقويما دقيقا جدا يعتمد حركة هذا النجم. وكانت سنتهم عبارة عن 365 وربع اليوم ، رغم استخدامهم لتقويم مدني مدته 365 يوما ، مقسم إلى 12 شهر طول كل منها 30 يوما ، والأيام الخمسة الباقية " عطلة"

نقطة جديرة بالاهتمام ، وهي أن أحد ممرات هرم خوفو الأكبر كانت موجهه نحو القطب الشمالي كما كان آنذاك . ذلك أن محور الأرض يبادر أو يتحرك تراوحيا مثل دوامة تلف بشكل يجعل القطب الشمالي السماوي (أي النقطة في السماء التي تقع مباشرة فوق القطب الشمالي للأرض) يرسم دائرة في السماء خلال دورة طولها 26000 سنه. وتعرف النجمة التي يصادف وجودها قريبا من القطب السماوي " بالنجم القطبي" وكان الممر المذكور للهرم الأكبر موجها نحو النجمة " الثعبان" الواقعة في كوكبة " التنين" والتي كانت حقيقة النجم القطبي منذ 4500 سنه.

ومع ذلك فقد تعامل المصريون مع مشاهداتهم الفلكية من حيث ملاءمتها العلمية فحسب، ولم يقدموا إلا " قليلا" أو لا شيء في مجال الفلك النظري. ويحق القول أن الأفكار الثورية في علم الفلك كان عليها أن تنتظر مجيء الإغريق.


__________________

ذو العقل يسعى في النعيم بعقله
واخو الجهاله في الشقاوة ينعم
اذا رايت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن ان الليث يبتسم

الاثنين، 4 مايو 2009